السبت ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
Lang :

هتعدي..أقولكم ليه..! 2020-07-26 08:26:25


هتعدي..أقولكم ليه..!

مرت على البشرية أوبئة أكثر خطورة من فيروس كورونا وكان لها نتائج اقتصادية بالغة الخطورة كما حدث في أوائل القرن الماضي، حينما عاني العالم من انتشار الانفلونزا الاسبانية والكوليرا، والتي كانت أحد اسباب وراء ما عرف وقتها بالكساد العظيم.

ونتيجة لتأثر الاقتصاد المصري في ذلك الوقت من هذا الكساد، كانت هناك تحركات سريعة من جانب الاقتصادي الكبير طلعت حرب باشا والذي قام قبيل تصاعد موجه الكساد خلال العام 1920 بتأسيس بنك مصر وهو البنك الذي كانت رسالته هي استثمار المدخرات القومية وتوجيهها لتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي.

فقام خلال الفترة من 1920 إلى 1960 بإنشاء 26 شركة في مجالات اقتصادية مختلفة تشمل الغزل والنسيج والتأمين والنقل والطيران وصناعة السينما، أي أن هذه الاستثمارات المتنوعة انتاجيًا والمستمرة حتى الآن تمت في وقت كان الاقتصاد يعاني من الآثار السلبية للكساد، والتي اصبحت أحد اسس الفكر الاقتصادي الذي قام بتوصيفه العديد من الخبراء فيما بعد بأعوام عديدة، مؤكدين أن وقت التراجع والكساد هو التوقيت المثالي للاستثمار والمضي في الإنتاج والعمل دون توقف..!

نعم.. والأكثر أن ما قام به طلعت حرب كان بعيدًا عن الحكومة، فلو كان يرتكز في مسيرته الاقتصادية على المسؤولين فإن هذا الأمر كان سيتوقف لا محاله، خاصة وأن هذه الفترة شهدت حراكًا سياسيًا غير مسبوق سواء مع التغييرات المستمرة للحكومة المصرية جراء الخلافات المستمرة بين الأحزاب والملك، وصولا إلى حرب فلسطين وحتى ثورة يوليو 1952..

حدث ذلك في ظل أوبئة وتغييرات شاملة لنظام الحكم ومسيرة العمل الوطني، ورغم ذلك استطاعات الشركات المصرية أن تتجاوزها وتستمر في الإنتاج والعمل دون توقف، فما بالنا مع فيروس كورونا والذي خطورته تكمن في معدل انتشاره وليس في اعراضه المرضية بدليل أنها في اوقات كثيرة لا تظهر على الشخص المصاب طالما كانت مناعته قوية..

والأمر حاليًا اسهل مع العولمة التي يعيشها العالم، مثلما يتأثر العالم بالأجواء السلبية اقتصاديًا جراء الوباء، فإنه سيتأثر بالأجواء الإيجابية مع التخطيط الراهن لعودة الحراك الانتاجي مع الاهتمام بإجراءات الوقاية من العدوى، مما يعني ان التخلص من الآثار الاقتصادية المترتبة على كورونا سيكون سريع وحاسم في نفس الوقت.

لهذا علينا جميعًا أن نتعلم من دروس التاريخ ويدرك العاملين في الصناعة سواء من المستثمرين أو العمالة أن عليهم التكاتف، والعمل على حماية أنفسهم بالوقاية من الفيروس والمضي في العمل بكل قوة، فهناك سوق ضخمه تصل إلى أكثر من 100 مليون نسمه في انتظار تلبية احتياجاتها من المنتجات المختلفة..

#هتعدي

بقلم: علاء شديد

Alaa@khoyout.com

 

info@khoyout.com