الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
Lang :

متفاءل بالمستقبل .. ولكن..! 2020-08-07 04:53:48


متفاءل بالمستقبل .. ولكن..!

صناعة الملابس الجاهزة هي واحدة من الصناعات الاستراتيجية التي يمكن أن تحقق قفزة متميزة للصادارت المصرية في المستقبل، إذا ما توافر لها المناخ الملائم للإنطلاق انتاجيًا.. فعلى الرغم من التاريخ الطويل للصناعة إلا أننا لم نقوم بإيجاد ماركة مصرية تمتلك القدرة لاقتحام الأسواق العالمية..وهو ما يعني أننا رغم هذا التاريخ نحتاج إلى أن نتعلم الاسلوب الأمثل لتسويق وتصدير الملابس الجاهزة..

نحتاج إلى كورسات مستمرة للارتفاع بالوعي التصديري لدى أصحاب الأعمال قبل العمال، بحيث يتم ادراك أهمية العلامة التجارية Branding وكيف يتم وضع استراتيجية تسويقية وتحليل للسوق بشكل عام..بحيث تكتسب العلامة التجارية ميزة نسبيه عن غيرها المنافسة لها في أيًا من هذه الأسواق.. فعلي سبيل المثال عندما اقوم بتصدير منتج من الملابس الجاهزة وليكن على سبيل المثال القميص الرجالي في حال سيتم تصديره للبلاد الحارة من الضروري أن يكون منتج من القطن الخالص، وليس به أي آلياف سواء بوليستر أو نايلون، فلن يناسب المستهلكين بها بسبب طبيعة المناخ هناك ، بينما يمكن تصدير القميص المصنع من المنسوجات المخلوطة التي بها آلياف صناعية مثل البوليستر إلى السوق الأمريكية، فطبيعة السوق هناك مناسبة لهذه النوعية من المنتجات، اضافة إلى أن هناك اعفاءًا جمركيًا طبقا لبروتوكول الكويز  يصل إلى 35 في المئة على الآلياف الصناعية..

ولهذا هناك ضرورة لتوعية مجتمع المصدرين أو الراغبين في الانضمام إلى عالم التصدير بضرورة دراسة الأسواق المستهدفة، وهو أمر من الضروري ان يكون هناك دورًا للحكومة واجهزتها المختلفة خاصة مكاتب التمثيل التجاري في هذا الشأن، باعداد دراسات محدثة حول اسواق الملابس الجاهزة في الاسواق العالمية وخاصة السوق الأوروبية والأمريكية والدول العربية بطبيعة الحال.

ومن الضروري ايضا ان يتعاون في اعداد هذه "الكوراسات المتعلقة بالتصدير" كل من مركز تحديث الصناعة والغرف الصناعية المتخصصة مثل غرفة الملابس والمفروشات باتحاد الصناعات.. ويتم العمل على تدريب وتعليم المنشأت الصناعية الصغيرة كيفية تلبية احتياجات المنشأت الكبيرة وتكمله عملها، بإمدادها ببعض الاحتياجات الانتاجية التي لا تقوم بالعمل عليها، أي دعم جميع أوجه التعاون الانتاجي فيما بينهم، مع الحفاظ على اعلى مستويات من الجودة للمتابعة والتنسيق للوصول بهذا التعاون إلى الهدف المطلوب، وهو التصدير وزيادة الانتاجية في نفس الوقت..

كذلك هناك أهمية للتفكير في تطوير الصناعة بشكل مختلف، بمعنى أن يكون لنا تصميمات خاصة كمصانع في مجالات حديثة مثل الطباعة والألوان والمقاسات والتي تختلف من سوق لآخر..وهو ما يجعل المنافسة لصالحها طالما كان هناك دراسة للسوق ولأذواق المستهلكين به، مع مستويات جودة متميزة بطبيعة الحال.

أما فيما يتعلق بالخامات وأبرزها القطن والألياف الصناعية، هناك بدايات ايجابية لتطوير المحالج والمغازل المحلية التابعة للقطاع العام، واتمنى أن تشارك الصناعات الهندسية مع غرفة الصناعات النسجية وغرفة الملابس والمفروشات في للعمل على تطوير بعض الماكينات وتوفير قطع الغيار اللازمة لها، بحيث يكون هناك نوعًا من الاستدامة للصيانة الخاصة بها.. وذلك بالنسبة لكل القطاعات التابعة للصناعات النسجية سواء غزل أو نسيج أو صباغة أو ملابس وغيرها ..

أما الآلياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون، فمن الممكن العمل ايضا على تطوير صناعة البتروكيماويات واعتقد أن الفترة القادمة سوف تشهد طفرة في هذا الأمر..

ورغم حالة الهدوء التي تمر بها الأسواق المحلية في الوقت الراهن إلا انني متفاءل بالمستقبل، خاصة وان لدينا فرصة عظيمة للتوسع في صناعة الملابس الجاهزة، يتبقى فقط التكاتف بين الصناع وقيام الغرف الصناعية وابرزها غرفة الملابس بالانتشار بين أرجاء المنشأت الصناعية المختلفة في كل المحافظات مع تدريب العمالة الفنية ورفع مستوى الوعي باهمية الاستمرار في الارتفاع بمستويات الجودة مستقبلًا بما يدعم خطط التصدير والتوسع انتاجيًا والبدء في اطلاق ماركة ملابس محلية قادرة على اختراق الأسواق العالمية..

بقلم: هشام غيدا

info@khoyout.com