كارتر جيد: الاستثمار في المعدات و الخامات والعمالة " السر" وراء النجاح واستمرارية التصدير

ينتمي لعائلة عريقة لها تاريخ متميز في عالم الصناعات النسجية منذ أكثر من 48 عامًا، حرص رائدها رجل الصناعة الراحل نسيم جيد أن يمنحه الموهبة والاحترافية لتقديم الجديد والمتطور لخدمة الصناعة، ولهذا قام بإنشاء شركة جيد دينيم لصناعة أقمشة الجينز في مصر، وهو المجال الصناعي الذي كان محتكرًا على بعض الأسماء المعروفة في السوق المحلية.

جيد دينيم لا يمثل مجرد كيان انتاجي لأقمشة الجينز للسوق المحلية وحدها، بل هي شركة تأسست بعد دراسات متكاملة سواء للسوق المحلية أو العالمية، والهدف هو طرح إنتاج على أعلى مستوى من الجودة التي تسعى إليها كبريات الماركات العالمية في مجال الجينز، مما يعني أن لدينا في مصر في الوقت الراهن قلعة صناعية متكاملة لإنتاج هذه النوعية من الأقمشة وفق جودة غير مسبوقة.

في البداية قال كارتر جيد رئيس مجلس إدارة شركة جيد دينيم لصناعة أقمشة الجينز، لأننا عائلة تهوى بأسلوب احترافي العمل في مجال الصناعات النسجية، لا نتوقف عن البحث عن الجديد بهدف تطوير مسيرة العمل، بما يخدم الصناعة المصرية و تحقيق طفرات تصديرية في نهاية المطاف.

وأضاف: والدي – رحمه الله- رجل الصناعة نسيم جيد هو أول من أدخل خطوط POY  و FDI في مصر والشرق الأوسط، أي اننا عائلة تبحث عن الجديد للبدء في العمل به، لهذا على مدار 5 إلى 6 أعوام كان لدينا الرغبة في إنشاء مشروع واعد لخدمة الصناعة المصرية، بما يعني تقديم مستوى جودة غير مسبوق ويتم تنفيذه بأسلوب يتفادى أخطاء الأخرين الذين حاولوا العمل في هذا التخصص الصناعي، فالهدف ليس العمل محليًا فقط، بل محليًا وعالميًا في نفس الوقت.

ولعل الرغبة في تقديم منتج مصري عالي المستوى انتاجيًا ومن حيث الجودة، قمت بدراسة متكاملة ومتأنية لما تريده الماركات العالمية المتخصصة في إنتاج الجنيز، والذي يقوم على الوصول إلى مستويات جودة مرتفعة إضافة إلى تحقيق "الاستدامة" بما يعني القدرة على الإنتاج بشكل يتواءم مع البيئة، والتي هي من أهم العناصر التي يركز عليها العالم في وقت الراهن كون الأمر مرتبط في النهاية بترشيد استخدام الموارد الطبيعية والتغير المناخي.

ولعل هذا الأمر هو الذي جعلنا متميزين في أن يكون المنتج صديقًا للبيئة من حيث الاهتمام بترشيد الطاقة واستخدامات المياة، إضافة إلى الاهتمام بعمليات إعادة التدوير، وهذه الأمور في الماضي كانت لا تلقى اهتمام المتخصصين في الصناعة إلا بنسبة 5 في المئة، إلا أن الأمر أصبح الآن إجباري من أجل الارتقاء بمسيرة الصناعة بشكل عام، فالهدف الوصول إلى إنتاج منتج من أقمشة الجينز قادر على المنافسة عالميًا وليس محليًا فقط.

مستويات الجودة

ومن هناك كانت البداية الاهتمام بمواءمة المنتج للبيئة ثم تم الاستعانة بأفضل وأحدث المعدات الإنتاجية الايطالية، والتي هناك برنامج متكامل لصيانتها باستمرار بما يجعلها قادرة على إنتاج منتج يتصف بأعلى مستويات الجودة وبكامل طاقتها الانتاحية، وبطبيعة الحال الوصول إلى مستويات الجودة المطلوب يتطلب الاهتمام بجميع مراحل الإنتاج ممثلة في التالي:

·         الغزول: استخدام غزول ذات جودة عالية ومعايرة بشكل دقيق حتى تتصف بـ"الثبات على الجودة" بعد فترة من الزمن.

·         المواد الكيميائية: يتم استخدام المواد الكيميائية من أوروبا فقط، ولا يتم على الإطلاق استخدام البدائل الصينية أو الهندية ذات المستوى السعري الأقل، كونها تتسبب في تقليل مستوى الجودة نظرًا لإهلاك المنتج، اضافة إلى أنني عندما استخدم المنتجات الأوروبية فإن هذا الأمر يحقق توفير في المياه والكهرباء والعمالة ويحقق في ذات الوقت الجودة التي نحرص عليها.

·         الكوادر الفنية.. الاستثمار في الكوادر الفنية أمر بالغ الأهمية، ولهذا عندما أجد شخص محب للصناعة، حتى ولو لم يمتلك فكرة متكاملة عنها، اتمسك به واستثمر فيه ، وكذلك الأمر بالنسبة للصناعة، ولهذا اقوم بالاتفاق مع كوارد أجنبية سواء من تركيا أو إيطاليا للقيام بتدريب الشباب الراغب في العمل، فأنا على استعداد لإنفاق الكثير من الاستثمارات في المعدات والعمالة والتي من خلالهما المنتج سيصل إلى العالمية.

وبالإضافة إلى تدريب العمالة والاهتمام بنوعيات الغزول والالتزام بالاشتراطات البيئية والمواد الكيميائية كان لدينا حرص على التعاون مع المصانع المختلفة بالمناطق الحرة التي تقوم بالعمل في نفس المجال، بهدف تبادل الأفكار والآراء وكانت تجربة رائعة للغاية خاصة في ظل جائحة كورونا.

دعم العملاء

وحول الاهتمام بالعملاء قال كارتر جيد: العملاء هم أصحاب المصنع بدونهم لا استمرارية لأي عمل، ولهذا خلال جائحة كورونا تكبدت الكثير من الخسائر، للحد الذي دفعني للإنفاق على العمل من أموالي الشخصية للحفاظ على استمرارية مسيرة الإنتاج لتلبية احتياجات العملاء، والسبب أن العملاء هم شركاء مسيرة النجاح في المصنع، ولهذا تقوم باختيارهم بعناية حتى يكون لهم ولاء للمصنع ويرغب كل منهم في الحصول على الجودة وليس فقط التكاليف أو البحث عن الأرخص.

لهذا كانت الأحوال المادية سواء لي أو للعملاء خلال الجائحة ليست على مايرام، ورغم ذلك قدمت كل الدعم لهم ولم أحاول القيام بما كانت تفعله بعض المصانع من الضغط عليهم للحصول على مستحقاتها، بل تم دعم العملاء الذين لهم مسيرة متميزة في التعامل مع المصنع وتم توفير مستلزماتهم من الأقمشة بدون مقابل،حتى يتم عبور هذه الأجواء دون أي خسائر للجميع.

التصدير

وحول رؤية للتصدير.. أكد رئيس مجلس إدارة شركة جيد دينيم للاقمشة الجينز، أن التصدير يمثل منظومة متكاملة، لابد وأن يسبقها دراسة متكاملة فليس المهم أن اقوم بالتصدير ولكن المهم هو استمرارية التصدير والقدرة على طرح منتجات ذات سمعة إيجابية لمصر و للصناعة المصرية ككل، ولهذا لدى حرص على الحصول على الشهادات العالمية الموثقة، حتى يمكن العمل مع الماركات العالمية، مما يعني أن التصدير لابد أن يقوم على دراسة متكاملة وخطة عمل مستمرة، ولهذا أتوقع خلال عام من الآن أنني سوف اتعامل مع عدد من كبريات الماركات العالمية المتخصصة في صناعة الجينز مثل زارا واتس أند أم وغيرهم، كما لدينا تعاقدات تصديرية مع تركيا والمغرب.

سبب استخدامنا آلات "بيكانول" البلجيكية؛ أنها شهيرة وذات سمعة عالمية في صناعة أقمشة الجينز، وهي آلة تتسم بالمتانة  في مجال الجينز ، وذات عمر طويل وثبات متميز في الجودة والإنتاج، ولهذا ذات اسم مرموق في مجال الصناعة.

نصيحة من الوالد

وحول نصيحة تحصل عليها من والده رجل الصناعة البارز نسيم جيد .. قال كارتر جيد: أتذكر موقف حدث لي عندما كنت في السابعة عشر من عمري، فقد كان والدي مدعو لحدث هام من تنظيم الهيئة العامة للاستثمار وكبار المصدرين، وكان من بين المشاركين في هذا الحدث نائب وزير الصناعة ووفد من الهند وغيرهم ، كان وقتها والدي من أهم مصدرين الاكريليك وكانت له كلمة خلال هذا الحدث، فقرر أن  أتحدث بدلاً منه ورفضت ولكن بعد الإصرار على الأمر، استجبت له الأمر وصارت الكلمة على ما يرام ، كان هذا موقف من المواقف التي جعلتني شخص يتحمل أمور أكبر من عمره ، امتلك ثقة في النفس وقدرة على اتخاذ القرار.. فهو علمني كيف اكون قادرًا على مواجهة أي مشكلة واتخاذ القرار المناسب لها ولكن بعد دراسة متكاملة واسلوب علمي في التفكير.

الأقطان قصيرة التيلة

وحول رؤيته للمستقبل، قال كارتر جيد، المستقبل مشرق للغاية ولدى أمل في أن يتم التوسع في زراعة الأقطان قصيرة التيلة التي ينتج من خلاله الجينز والجبردين والتريكو وغيرها ولهذا تحتاجها المنشأت الصناعية بشدة بالمقارنة مع الاقطان طويلة التيلة.

وأعلم أن مصر تقوم بالاستثمار في هذا الشأن في منطقة شرق العوينات، وهناك تجارب متميزة تتم في هذا الشأن، ولكن لي رغبة في أن ابادر بشراء ألف فدان لزراعة الأقطان قصيرة التيلة بإشراف وزارة الزراعة، وأعرف الكثير من المستثمرين الذين لديهم نفس الرغبة بهدف التوسع في زراعة هذه النوعية من الأقطان، بل أن هناك رغبة في زراعة الأقطان الأورجانيك من الكثيرين بصورة كبيرة.