الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤
Lang :

ما الذي تعلمناه من كورونا...! 2020-09-27 14:41:36


ما الذي تعلمناه من كورونا...!

كورونا مثلما في حد ذاتها تجربة غريبة لم نمر بها من قبل، أن يكون التحدي هو الحفاظ على صحة الإنسان بعيدًا، فلا مكسب ولا خسارة يتم حسابها بالورقة والقلم، فالتحدي هو عدم خسارة الإنسان ذاته، ومن الطبيعي عندما تغيب الحياة الطبيعية أن يحدث تباطئ لعجلة الإنتاج، ومع عودة الحياة تعود عجلة الإنتاج للدوران، ولكل السؤال الآن.. ما الذي تعلمناه من كورونا، كيف يتم تقييم مسيرة العمل خلال الأعوام الماضية وكيف يمكن تعديل مسارها بما يجعلها قادرة على تلافي أي ظروف مشابهه قد تحدث في المستقبل، وما هي الخطة التي يمتلكها كل رجل صناعة لتعويض ما لحق به من خسائر واستعادة طريق المكاسب مرة أخرى..

أحد الأصدقاء في الصناعة كنت اتحاور معه حول كورونا قال لي أن أجواء الصناعة غير مشجعه في الوقت الراهن، ونحتاج إلى عامين على الأقل بعد كورونا حتى نستطيع عبور اثارها السلبية، فقلت له ولكن هناك بعض العاملين في الصناعة من الجنسيات الأجنبية أكدوا ان العمل لم يتوقف والفيصل في النهاية هو كيف تعمل وكيف تقوم بمتابعة أجواء السوق، وقلت أن ما يجري يؤكد خطأ المقولة المعروفة "أهل مكه أدرى بشعابها" بل ممكن ان تكون أدرى بشعاب مكه إذا كنت قادرًا على الطوف ومعرفة جنبات هذه الشعاب. (!)، فهؤلاء يذهبون لعملائهم ويقوم كل منهم بتوفير احتياجاتهم وفق تسهيلات مناسبة، مما جعل كلا الطرفين مستمر في العمل وبشكل ملائم دون التوقف تمامًا عن العمل انتظارًا لعبور كورونا وآثارها..

ما يجري في السوق في الوقت الراهن، يؤكد على ضرورة ان يقوم رجل الصناعة بتغيير أسلوب العمل بمعنى أن يفكر بشكل جدي في الارتباط بالعميل أن يشعره أن استمراره في العمل هو استمرار لعمله هو بالتبعية، أن يطوف رجل الصناعة على العملاء ويتحاور معهم ويقوم بالوصول إلى أفضل الحلول الممكنة التي العملية الإنتاجية للطرفين مستمرة.

من هنا.. أتصور أن أبرز دورس كورونا هو ضرورة تطوير أسلوب العمل ذاته، وأن يكون هناك تفكير في تنويع وتوزيع الإنتاج على الأسواق، بمعنى عدم التركيز على السوق التصديرية وحدها، بل لابد وأن يكون هناك اهتمام مماثل للسوق المحلية، خاصة وأننا 100 مليون مستهلك لديهم اهتمامات واذواق مختلفة، ومستويات دخول مختلفة، وبالتالي من الخطأ أن يتم ترك هذه السوق الضخمة للمنتجات الأجنبية وحدها، إضافة إلى التعامل مع هذه المستهلك بتركيز، ومعرفة تفضيلاته في الوقت الراهن، خاصة وأنها اختلفت وبشدة جراء عصر المعلومات.

ما اريد أن أقوله أن نعي جيدًا عن أسلوب العمل قبل كورونا لابد وان يختلف خلال فترة ما بعد كورونا، ان نتفهم أن التطوير مطلوب وبشده حتى نكون بالفعل أهل مكه الذين يعرفون ويدركون شعابها بشكل صحيح وقوي.

بقلم: علاء شديد

Alaa@khoyout.com

info@khoyout.com