الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠٢٤
Lang :

مؤشرات ايجابية 2021-04-27 05:17:26


مؤشرات ايجابية

خلال فترات زمنية سابقة، كانت الحكومات تعلن عن رغبتها في تطوير وإعادة تأهيل لمسيرة الصناعات النسجية، وغالبًا ما تشير إلى خطة للتحديث والتطوير، ثم ينتهي الأمر مع نشر التصريحات، ليظل الحال على ما هو عليه، وتستمر معاناة الصناعة – ذات التاريخ- من الأوضاع السلبية.

الآن.. هناك إرادة حقيقة للعمل على التطوير، بحيث تعود هذه الصناعة إلى مكانتها الطبيعية التي فقدتها بسبب الإهمال أو المنافسة غير العادلة التي عانت منها سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

اتذكر يومًا قابلت فيه المهندس الراحل عبد الوهاب الشرقاوي رئيس غرفة الصناعات النسجية في وقت سابق، تحدث عن القيمة المضافة، وأن الاستمرار في تصدير الأقطان المصرية ذات السمعة العالمية من الممكن أن تكون العوائد المترتبة على تصديره اقوى وافضل إذا تم تصديره كغزول وليس مادة خام، وظل يؤكد لي أن القيمة المضافة وقتها ومستوى الأرباح سيكون افضل مما هو عليه في ذلك الوقت.

الآن مع الإرادة الحقيقية للتطوير، وفتح الملفات الشائكة التي ظلت لأعوام طويلة مسكوت عنها، يمكن القول ان المستقبل يمثل "عهدًا جديدًا" للصناعة المصرية ككل وفي مجال الصناعات النسجية بشكل خاص، فلم تتراجع الحكومة عن متابعة ملف تطوير الصناعة، بل والمضي في اتخاذ اجراءات من شأنها احداث التطوير الذي تم التخطيط له.. ولقد اعلنت الحكومة خلال اجتماعها الأخير لمناقشة هذا الملف عن انشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم وذلك في مدينة المحلة الكبرى، والذي كشف معالمة وتوقيت افتتاحه وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق .. عندما أشار إلى أن المصنع الجديد يجري انشاءه على مساحة 62.5 ألف متر مربع تقريباً، و وسيتم تشغيله بحلول شهر مارس 2022، والذي سوف يستوعب أكثر من 182 ألف مردن غزل، بمتوسط طاقة إنتاجية 30 طن غزل / يوم، مما يزيد من القيمة المضافة للقطن بدلا من تصديره خام للخارج.   

وبطبيعة الحال عندما يتم انشاء مثل هذه الكيانات الإنتاجية العملاقة فإنها ستتضمن أحدث المعدات التكنولوجية والتي معها من الضروري ان يمتلك العاملين عليها قدرًا من المهارات والمهنية للتعامل معها بشكل مثالي، ولهذا قامت الوزارة بافتتاح مبني جديد لـ "تدريب المدربين" الذين سيتولون تدريب العمال على الماكينات الحديثة التي سيتم تركيبها في المصنع، وفى المصانع التي سيتم تطويرها في القاهرة وكفر الدوار ومناطق الدلتا، موضحاً أنه من المنتظر قيام خمسة خبراء بتدريب نحو 130 مدرباً خلال الفترة المقبلة، مما يشير إلى أن الخطة متكاملة ولها مراحل يتم تنفيذها بدقة مثالية.

ولكن ما يجب الإشارة له .. هو استمرارية التطوير، والتحديث للمعدات وفق معدل سنوى مدورس هو الآخر، ففي الماضي كانت المصانع التي انشئت خلال أعوام طويلة مضت هي الأحدث في هذا الوقت، ولكن نظرًا لغياب آلية التطوير اصبحت عبء وليس داعم للعملية الانتاجية. ومن ثم إذا كانت المعدات التي سيتم دعم المصنع الجديد أو المصانع الأخرى بها جديدة بمقاييس العصر الحالي، فإن غياب آلية التطوير والتحديث عنها قد تصبح في المستقبل عبء على العملية الانتاجية.

ما يجري الآن يمثل طفرة على صعيد تطوير وتحديث الصناعات النسجية ولكن من الضروري ان تتواكب هذه الطفرة المضي في تحقيق طفرة أخرى على الصعيد الإداري بما يضمن استمرارية الأداء الجيد والمثالي لها في المستقبل.

بقلم: علاء شديد

Alaa@khoyout.com

info@khoyout.com