الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤
Lang :

بمنتهى الصراحة - يوليو 2021 2021-07-15 14:47:52


بمنتهى الصراحة - يوليو 2021

"محلك سر"

" هذه الاحداث ليست من وحي خيال الكاتب .. وأي تشابه في الأحداث أو الشخصيات أو الأسماء هو ليس من محض الصدفة فهو مقصودا و متعمدا"

ذي ما معروف اقتصاديًا أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي قاطرة التنمية؛ مع كل احترامي للكيانات الكبيرة اللي طبعا ليها دور اقتصادي كبير و بتوظف عمالة كثير. بس لو عايزين فعلا نشوف قفزة في حجم صادراتنا اللي بقالها سنين زي ما هي ما بتتغيرش يبقي لازم نركز مع الصناعات الصغيرة و المتوسطة لازم ندعمهم و نحسن من منتجهم لحد ما يبقي صالح لسوق التصدير. لو بصينا علي بلاد زي الصين و الهند هنلاقي كم رهيب من المصانع الصغيرة و المتوسطة قادر انه يصدر، لازم ناخذ المصانع دي و نتبناهم و نعملهم حضانات فيها تدريب للعمالة و للمصنع ككل لحد ما منتجه يوصل انه يصدر و نخلي منهم تكتلات قوية قادرة انها تصدر نفس المنتج بنفس الجودة و السعر للخارج.

الدولة واجب انها تركز عليهم و تعملهم التسهيلات الضرورية ايًا كانت التسهيلات دي مادية أو إدارية ، تحط رجلهم على أول الطريق بمنتج ينفع يتصدر و تسوقلهم المنتج ده بكل الطرق الممكنة، تمثيل تجاري، دعمهم كتكلات في معارض بره مصر ويبقي فيه حد فاهم بيتكلم باسمهم و يتعملهم مواقع اليكترونية تقدر الناس بره تشوف منتجهم بطريقة منظمة و جذابة. الناس دي عندهم القدرة بس ما عندهمش الامكانيات ولا المعلومات المناسبة، ممكن حتي يتعملهم مدينة صناعية خاصة بيهم باسعار اراضي رمزية و نعفيهم من جمارك استيراد المكن و المستلزمات لو هيكون انتاجهم للتصدير ومصاريف الشهادات المطلوبة من المصدرين و غيره. محتاجين نسفرهم بره يشوفوا الناس بتعمل أيه و بتشتغل ازاي و بتنتج أيه. وثاني لازم يبقي ليهم حد بيتكلم باسمهم و حاجة بتمثلهم هما لوحدهم، غرفة كانت او هيئة. اغلب الغرف و المجالس المسئولين عنها واللي ليهم الكلمة من اصحاب المصانع الكبيرة اللي مركزين علي مشاكلهم بس و مش شايفين الناس دي و ده على فكرة طبيعي ما هي المصانع الكبيرة عندها مشاكل قد كده في اجراءت و لوائح و قوانين و استيراد و تصدير فهيلاحقوا على أيه ولا أية.

 48  في المئة من صادرات الهند بتيجي من الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وفي الصين طبعا مع فرق التعداد السكاني كل سنه فيه زيادة 5 مليون مشروع متوسط و صغير الحجم بينضم للمنظومة الاقتصادية. الصين ليها تجربة قوية مع دعم الصناعات الصغيرة و المتوسطة، مع نهاية السبعينيات الدولة ركزت معاهم وعرفوا من الاول أن ده المحرك الاساسي للاقتصاد فقدمت لهم كل الدعم المعنوي و المادي و الفني و الضريبي وغيره.

الصين كان عندها تجربة برضه أن القرية كلها بتشتغل نفس المنتج وكانت تجربة ناجحة، يا ريت زي ما تعاونا مع الصين في موضوع الكورونا و دلوقتي هنصنع المصل الصيني هنا، نتعاون معاهم برضة و ندرس و نعرف تجربتهم مع الصناعات الصغيرة و المتوسطة علشان ده لقاح ضرورري احنا محتاجينه وده اللي فعلا هيزود مناعتنا الاقتصادية.

كثير من اجهزة الدولة و الهيئات ركزت اكثر مع المصانع الكبيرة وموفرتش نفس الاعتناء بالاقل حجما، زي مركز تحديث الصناعة لسنين و سنين ركز انه يقدم الدعم الفني المتوفر للمصانع الكبيرة، ولو انه ركز اكثر في انه يبني حضانات و يطور المصانع الصغيرة و المتوسطة من أول ما ابتدي من أكثر من عشرين سنه متهيالي كنا هنشوف اقتصاد و حجم صادرات مختلفة حاليا.

علشان محدش يزعل من المصانع الكبيرة اللي في منهم كتير حبايب و اصدقاء، مش الغرض ان احنا بقي نطنش على المصانع الكبيرة، برضه هما عندهم مشاكل لو اتحلت هتفرق و تخليهم قادرين يطوروا و يتوسعوا، بس هو الموضوع كله أن التركيز يبقي متوزع، و بصراحة يكون اغلبه لتطوير الصناعات الصغيرة و المتوسطة.

ارجو ان الوزارة تهتم بالملف و تخليه من اولوياتها  مع اني متاكد ان الرؤية دي موجودة  عند سيادة الوزيرة  الدكتورة نيفين جامع بالاخص لان كان  لها دور كرئيسة تنفيذية لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة و الصغيرة و المتناهية الصغر، ولكن مع وجودها على رأس الوزارة فالصلاحيات اختلفت فارجو ان نشوف نتائج قريبة مركزة على الصناعات الصغيرة و المتوسطة.

يا ريت علشان ما نبقاش بنجري  و بعد شوية نلاقينا بنجري في مكاننا أو زي ما بيقولوا " محلك سر" زي ما احنا بقالنا فترة في ارقام تصديرنا.

بقلم : أحمد المغلاوي

Meghalawi@khoyout.com

info@khoyout.com