الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
Lang :

المشكلة في مين..؟! 2022-07-05 04:38:43


المشكلة في مين..؟!

الصناعات النسجية بمختلف مجالاتها تمثل ثروة قومية حتى لو تعاني في الوقت الراهن من ظواهر غريبة وغير مفهومة، كنت أتصور مع اهتمام الحكومة بخطة التطوير ان تختفي هذه الظواهر ولكن للأسف مازالت مستمرة، منها ما يلي:

  • العمال يبحثون عن فرص عمل مناسبة وعددهم ليس بالقليل ولكن كثير للغاية، في وقت يعاني فيها أصحاب المصانع من ندرة الأيدي العاملة، بل وبعضهم يفكر جديُا في الاستعانة بالعمالة الأجنبية، ومنهم من قام بتوظيف بعضهم بالفعل في مصانعهم..!، وهو لغز غريب ويحتاج إلى تدقيق، خاصة وانني تواجدت منذ فترة في معاهد وكليات تقوم بتخريج الألاف من المهندسين والفنيين المتخصصين في الصناعة ورغم ذلك الكثير منهم يبحث عن فرصة عمل.. فهل المشكلة في العامل نفسه أم في مهاراته أم في ماذا.؟!
  • هناك شكوى عديدة من المستهلك المحلي بسبب محدودية الأذواق المطروحة في السوق، والتي يوجد تشابه بينها للحد الذي يصبح من النادر العثور على ذوق مختلف، وعندما تبحث الأمر مع أصحاب المصانع يتم الإشارة إلى عدم وجود مصممين لديهم القدرة على الابتكار، وانهم يلجأون في معظم الأحيان إلى تقليد الموضة السائدة في العالم أو التي تلقى قبول من بعض فئات المستهلك المحلي، وعندما تبحث الأمر مع طلاب معاهد الموضة تكون الشكوى أن المشكلة في المصانع ذاتها التي لا تقوم بتوظيفهم ، وتلجأ للحل السهل متمثل في النقل والتقليد للسائد في السوق سواء محليًا أو عالميًا..!
  • والأكثر دهشة في الأمر أن احد رجال الصناعة السوريين قام مع بدء عمله في مصر منذ 5 أعوام تقريبًا بإنشاء قسم للموضة، والذي كانت له ابتكاراته التي جعلته قادرًا على المنافسة وتقديم الجديد في السوق..
  • المصانع الكبيرة في مصر احد المستثمرين المتخصصين في صناعة الجينز طالبني أكثر من مرة بأن يتم التواصل مع وزارة التجارة والصناعة لمساعدتهم في التصدير من خلال تسهيل المشاركة في المعارض الدولية، وتخصيص مكان للمنتجات المصرية، في الوقت الذي نجد هناك مشاركات فعلية للعديد من المصانع في مثل هذه المعارض، إلا أننا أيضا لم نجد زيادة ملحوظة في زيادة الصادرات .. وهو لغز أخر ، مصانع ترغب في التصدير ولا تعرف كيف يمكن القيام بهذا الأمر، ومعارض تشارك بها المصانع ولا نشعر بنتائج قوية من وراء هذه المشاركة.. فأين المشكلة اذن.؟!

في اعتقادي ان المشكلة تكمن في فقدان التواصل بين جميع الأطراف، المعاهد والكليات لا تعلم على وجه التحديد ما المهارات المطلوبة في السوق الفعلي للعمالة أيا كانت تخصصاتها، والمصانع لا تجد من تتواصل معه للحصول على تلك الأيدي العاملة وتدريبها وتطوير مهاراتها للعمل لديها.

كذلك الحال بالنسبة للاستعانة بالمصممين الشباب، الذين لا يتم الاستعانة بهم في وقت فضلت بعض المصانع تقليد الاذواق السائدة محليًا أو عالميًا، واعتقد أن الحل يكمن في توفير حوافز للإبداع في التصميم يستفيد منه المصنع والمصمم على السواء، كأن يتم اطلاق جائزة لافضل منتج يتميز بالجودة والذوق الفريد، وتكون برعاية غرفة الملابس أو المجلس التصديري للملابس الجاهزة والترويج للأمر اعلاميًا .. لعلها تكون بداية لتوطين صناعة موضة قوية في مصر.

ونفس الأمر أيضًا بالنسبة للتصدير، تسهيل وتحسين قنوات التواصل بين الوزارة والمجلس التصديري للملابس من جهه والمصانع من جهه أخرى، بحيث يتم ضم المزيد منهم لمجتمع المصدرين للوصول إلى نقله نوعية للصادرات في نهاية الأمر.

يا سادة.. الحل في التواصل بين الجميع ونشر الوعي بماذا تريد وماذا تفعل بعدما تحصل على ما تريد.

علاء شديد

alaa@khoyout.com

info@khoyout.com